إلى الزوجات.. ابتعدن عن الإرهاق لتحتفظن بشبابكن

ماستر الجمعة ديسمبر 17, 2010 3:13 am

مقتبس من كتاب ( دع القلق وابدأ بالحياة ) دايل كارنجي - دار الحافظ لكتاب

إلى الزوجات..
ابتعدن عن الإرهاق لتحتفظن بشبابكن
في الخريف الماضي كنت قد أرسلت سكرتيرتي لتلتحق في دورة دراسية في أغرب مدرسة طبية في العالم. أجل مدرسة طبية، وذلك لأن مكان الدراسة إنما هو مستشفى بوسطن، وتسير الدراسة في هذه الدراسة بنسبة حصة في كل أسبوع، في الواقع أن هذه المدرسة تكاد تكون عيادة طبية نفسية، وإن كان اسم هذه المؤسسة الرسمي هو >مدرسة علم النفس التطبيقي< فدور هذه المؤسسة ينحصر في معالجة المرضى الذين أتاهم المرض من جراء القلق الذي يسيطر على أعصابهم. ومعظم طلبة هذه المدرسة من الزوجات اللواتي يملكن أعصاباً متوترة، ويتمتعن بعواطف ثائرة.
كيف تم إنشاء هذه المدرسة؟ في عام 1930 لاحظ الدكتور >جوزيف هـ.برات< الذي تتلمذ على يد ـ السير وليم أوسلر ـ أن جميع مرضى هذه المدرسة لا يشكون أي مرض عضوي معين، وإن كانت ظواهر أمراضهم تشبه في أكثر الأحيان ظواهر الأمراض العضوية. مثال على ذلك، إن إحدى السيدات جاءت إلى العيادة تشكو من التهاب مفاصل يديها، بقولها أنها عطلت استخدامها مطلقاً من شدة الألم، وأتت مريضة أخرى تشكو آلام السرطان في المعدة. وأخرى تعاني الصداع، وآلاماً في الظهر، وغيرها. قلن إنهن بالفعل يشعرن بالآلام، وعندما أجرى لهن الفحص الطبي تبين أنهن لا يعانين مطلقاً من الأمراض التي جئن من أجلها.
وكان جديراً بأطباء الغابر أن يقولوا لهؤلاء السيدات أنهن متوهمات وأن أمراضهن لا جود لها إلا في مخيلاتهن... ولكن الدكتور >برات< أفتى بأنه لا فائدة منتظرة من إعطاء النصح لأولئك الواهمات.. كان يعرف بأن معظم هؤلاء السيدات لا يرغبن في المرض، فلو كان تناسي أمراضهن أمراً سعيداً وسهلاً لتناسيته بسهولة، دون أن يكن في حاجة إلى النصح.. فماذا تعتقده فعل لهن؟!
لقد افتتح هذه الدورة بالرغم مما أحاط بها من أقوال المتشككين، وسخرية رجال الطب المتفذلكين، فأثمرت هذه المدرسة ثمرات لم تكن في الحسبان، واستطاعت في الأعوام الثمانية عشر السابقة، أن تعيد الآلاف من المرضى إلى حالاتهم الطبيعية.
وفي هذا الخصوص، تقول الدكتورة روز هلفردنج، المستشارة الطبية في هذه المدرسة: إن أهم دواء شاف للقلق هو إفضاء المريض بجميع ما يعاني به إلى شخص يثق به، وحينما أتى هؤلاء المرضى إلى هذه المدرسة، واستطاعوا أن يتحدثوا عن متاعبهم بإسهاب وتفصيل، استطاعوا بالتالي أن يطردوا القلق من أذهانهم، فإن مجرد ترديد الشكوى، واختزانها في الرأس واستئثار الإنسان بها، كفيل بجلب التوتر العصبي.
وقد تعرفت سكرتيرتي إلى التجربة العملية، من هذا القول الذي قالته الدكتورة روز، فقد تحدثت إحدى الطالبات عن قلقها.
كانت هذه الطالبة تعاني مشاكل عائلية مرهقة، فلما شرعت تتكلم عنها، كانت كلماتها بمثابة أنّات جريح متألم تقطع الأنفاس وهي تخرج، وبعدها أخذ صوتها ينجلي بوضوح، وأخذت الراحة تتملكها بهدوء ملذ، وبدت تباشير الارتياح على وجهها. حتى أنها عندما أنهت حديثها أنهته بابتسامة حلو ارتسمت على شفتيها. فهل تعتقد أنها حلت مشكلتها؟! لا، لكنها في الطريق، إن ابتسامتها ظهرت على فمها عندما وجدت من يسمع شكواها باهتمام، أجل إن الذي حدث هو هذه الطريقة التي تسير بالمريض إلى الشفاء العاجل.
ويعتمد التحليل النفسي إلى حد كبير على هذه القدرة العلاجية الشافية التي تعيش في تلك الكلمات، فقد آمن الأطباء النفسانيون، أن باستطاعة المريض أن يتخلص من أعراض مرضه، إذا استمر في الحديث عنها.
إذن ففي المرة التالية التي نشعر فيها بالقلق، دعنا نتعرف على شخص نعطيه ثقتنا، لنصارحه بكل ما يصيبنا، ولست أعني أن نجعل من أنفسنا ثقلاً على الناس، وأن نفضي بكل شاردة وواردة إلى صاحبنا حتى ولو كانت غير ضرورية. علينا أن نتخيّر الشخص الذي نود أن نمنحه ثقتنا، ثم نضرب له موعداً للزيارة، مهما كانت مهنة هذا الإنسان، طبيباً كان أم محامياً أم مهندساً... وعندما تجلس إليه فقل له: جئتك لأستشيرك النصح، عندي مشكلة أود إنصاتك لها، عساك تستطيع توجيهي إلى ما يلزم، فإذا استطعت مساعدتي فإنني لن أنسى جميلك. وإن لم تستطع القيام بهذه المساعدة فإصغاؤك إلي لهو أكبر مساعدة لي فتساعدني بالتالي على إيجاد حل لها.
وإن كنت تجد يا عزيزي القارئ أنه ليس أمامك من تفضي إليه بمشاكلك، فاسمح لي أن أحدثك عن >رابطة مساعدة الحياة< أنها أعجب مؤسسة في العالم. لقد وجدت هذه الرابطة لمساعدة الذين يودون الانتحار والتخلص من الحياة. ومع الزمن اتسع نطاقها فأصبحت تساعد الذين ينتابهم القلق بإسداء النصح لهم، وقد تعرفت مؤخراً على الآنسة >لوناب بونل< المكلفة بمقابلة الزائرين لهذه الرابطة فثق أن أسرار حياتك ستكون مدفونة في مطاوي الحفظ والأمان، كما أن الآنسة ستدلك على حل لمشكلتك.
على أنني بصراحة أقول لك، أنا أفضل الإفضاء بمشكلتك إلى صديق لك على إرسال رسالة إلى الرابطة، لكن إذا تعذر لك إيجاد صديق، فرسالة الرابطة أحسن وأفضل.
إذاً، إن التصريح بهذه المشكلة التي تعانيها هي الطريقة العلاجية المعمول بها في المدرسة الطبية، في مستشفى بوسطن، وباستطاعتي الآن أن أقدم إلى الزوجات وسائل أخرى تنصح كذلك باستخدامها مدرسة بوسطن، وذلك لمساعدتهن في التخلص من القلق:
1ـ سجلي في دفتر خاص تحتفظين به كل نصيحة سديدة تقرأينها في كتاب، وضمني هذه الكلمات أقوالاً ترتأينها لأنها من شأنها أن تساعدك، فإذا شعرت أنك قلقة فارجعي إلى هذا الدفتر فتصفحيه، فستساعدك الكلمات على الخروج من قلقك، وستعيد إليك بالتالي سرورك الطبيعي.
2ـ لا تهتمي بنقائص الآخرين، فمن الطبيعي أن يكون لزوجك نقائص، لأنه ليس ملاماً، ولو كان كذلك لما تزوجك! ألا تعتقدين أن هذا صحيح؟ لقد سئلت إحدى الطالبات الموجودات في معهد بوسطن، وكانت دائماً تجلب النكد لزوجها ولا تهدأ معه ولا تسكت عن لومه وتقريعه: >ماذا ستعملين لو وافت زوجك المنية؟< أجل إن هذا السؤال صدمها للتو، جلست في مكانها تسجل حسنات زوجها بالإضافة إلى سيئاته، ولشد ما تعجبت عندما وجدت أن المحاسن تتغلب على العيوب بمراحل، فلماذا لا تعملين هكذا عندما تتصرفين تصرفات رعناء.
3ـ حسني علاقاتك مع جيرانك، قدمت نصيحة لإحدى المريضات، وكانت تعاني الوحدة والانزوائية بأن تكتب أقصوصة يكون بطلها أول إنسان يقابلها عقب انتهائها وخروجها من الفصل. وبالفعل كان أول ما فعلته إن ركبت الأتوبيس وراحت تكتب في الأتوبيس عن حياة هؤلاء الناس.. راحت تتحدث إليهم، وتتودد نحوهم، وتقول عسى أن تكون هذه الطالبة، امرأة جد سعيدة في حياتها العائلية وتجيد الحديث إلى الناس.
4ـ فكري في برنامج لغدك ثم اكتبيه قبل أن تأوي إلى فراشك، لقد اتضح لكثير من الزوجات إنهن يدرن في حلقة فراغ عندما يودون القيام بعمل منزلي دون أن يتوصلن إلى نتيجة.. ذلك راجع إلى محبتهن في سباق الزمن والوقت، ولقد ارتأت مدرسة بوسطن أن تنشئ كل زوجة برنامجاً لغدها للقيام به ضمن تخطيط منظم. لقد جربت بعض الزوجات هذه الطريقة، فتحدثن وصرحن عن أتعابهن. يجب على كل سيدة أن تجعل وقتاً معيناً للتزيين والتأنق في جمالها. لأن الجمال هو عدو القلق، فكلما قوي خف الثاني.
5ـ يجب عليك أخيراً يا سيدتي أن تبتعدي عن القلق، ولكي تقومي بهذا عليك أن تسترخي.. فلا شيء يذبل حياتك مثل التعب. لقد بقيت سكرتيرتي ساعة كاملة في مدرسة بوسطن وهي تستمع إلى الأستاذ بول جونسون رئيس المعهد، وهو يفصل للطلبة مبادئ الاسترخاء التي مرّ ذكرها، ويدرب التلميذات عليها، ثم لم يمض عشر دقائق حتى راحت سكرتيرتي تغط في النوم، إن المدربون يؤكدون على ضرورة الاسترخاء لأنه يزيل التعب ويبعد القلق.
أجل باعتبارك زوجة، عليك أن تسترخي، وإليك صفة جداً مساعدة لجمالك، وهي: باستطاعتك متى شئت الاستلقاء، وأكثر من ذلك بمقدورك الاستلقاء، وأكثر من ذلك بمقدورك الاستلقاء على الأرض، فمهما يظهر هذا القول عجيباً إلا أن الأرض الصلبة هي أروع مهدئ للجسد.
وهاك بعض تمرينات باستطاعتك استعمالها في المنزل: استعمليها مدة أسبوع، ثم استخلصي أية نتيجة سوف تجدينها على مشهدك وجمالك:
أ ـ افترشي الأرض مرتين في اليوم على الأقل وأعطي جسدك أكثر مسافة، وتقلبي حول نفسك عدة مرات.
ب ـ أغمضي عينيك وأنت في استلقائك هذا ورددي في سرك هامسة شيئاً كالذي يقوله الأستاذ جونسون: >السماء زرقاء اللون صافية، والشمس ساطعة مشرقة، والطبيعة هادئة، وأنا بنت هذه الطبيعة كأني أغنية هذه الطبيعة< رددي آيات الكتاب المقدس وابتهلي إلى الله.
ج ـ إذا لم يكن في مقدورك الاستلقاء على الأرض فعليك بكرسي خشبي مستوي القاعدة، واجلسي عليها كتماثيل فراعنة مصر واضعة يديك على ركبتيك.
د ـ ارفعي أصابع قدميك بقوة إلى أعلى ثم أرخيها بقدر ما تستطيعين وكرري هذه الطريقة مع كافة أعضاء جسدك.
هـ ـ اجتذبي أنفاساً منتظمة عميقة محاولة مع هذا تهدئة أعصابك، بهذا كان رجال >اليوجا< الهنود على حق عندما قالوا: >إن التنفس المنظم هو أعظم اختراع اكتشف لتهدئة الأعصاب<.
و ـ تصوري التجعيدات الموجودة ثم اعمدي إلى إزالتها، وتصوري تلك التجعيدة الموجودة بين حاجبيك ثم حاولي محوها من مخيلتك. وكذلك تصرفي بالنسبة لجميع تجعيدات وجهك. كرري هذا أكثر من مرة في اليوم.