الإحباط والفشل ما هما ؟ كيفية التخلص منهما !!

الإحباط
أن يواصل الفرد سلوكه الهادف ثم يجد ما يعرقله فجأة بحيث لا يستطيع التقدم
أو الانتهاء، مثل هكذا موقف يؤدي إلى التوتر. والإحباط يعني شيئين أساسيين الأول يشير إلى إعاقة أو تأجيل دافع معين أو حاجة معينة لدى الفرد أو توقعه حدوث هذا العائق في المستقبل والمعنى الثاني يشير إلى الحالة الانفعالية غير السارة الناجمة عن إعاقة السلوك الموجه نحو هدف معين.
إن الإحباط كثير الحدوث في حياتنا ويتعرض له الجميع صغار وكبار. ويلجأ المحبط أحياناً إلى أساليب غير سوية للتغلب على إحباطه فيتحايل على الموقف بالتفتيش عن منافذ للهروب من مواجهته. وإذا ما وجد أسلوباً مجدياً قام به عند كل عرقلة لأي من أهدافه ويكون بهذا قد انتقى اتجاهاً عصابياً وقد يصبح هستيرياً مثلاً، يتقن النسيان أو الانفصال المؤقت عن الواقع أو البكاء أو الإفراط في النوم الهروبي أو شره الطعام العصبي.
تكون الإحباط:
يظهر الإحباط عندما يحدث ما يؤخر أو يوقف أو يعطل أو يتحكم في إشباع رغبات الفرد ويرجع أحياناً إلى تطور الفرد أثناء نموه النفسي والعاطفي وأن السلوك العدواني الناتج عن الإحباط يظهر عند إحساس الفرد بأنه لا يستطيع أن ينال ما يريده وهنا يبدأ في تفاعله العدواني ويحطم ما يراه أمامه. والدراسات الحديثة التي حاولت قياس العدوان بشيء من الدقة والانضباط توصلت إلى نتائج متباينة فقد كشفت علاقة ارتباط موجبة بين عدوان الأبناء ونبذ الوالدين لهم. وأن هناك ارتباطاً بين العدوان وقسوة الأساليب التي يتبعونها الآباء والمعلمين في التربية. ويلاحظ البعض أن الإحباط لا يؤدي إلى العدوان إلا إذا كان العدوان يلقى من الوالدين أثناء عملية التطبيع الاجتماعي شيئاً من الثواب والتدعيم. وهذه النظرية تؤمن أن العنف ينتج من الطفولة معتمداً على التربية والتوجيه الصحيح أثناء هذه الفترة وأن الطفل يتعلم ويكتسب من أبويه كيفية التحكم في عدم إشباع رغباته وضبط انفعالاته وعلى هذا ستعتمد درجة تحمل الفرد للإحباط بعد نضوجه، وتفاعله على الطريقة التي مارسها في طفولته وعلى درجة التحكم والضبط والمرونة التي اكتسبها من البنية المحيطة به.
إن الإحباط ظاهرة عامة وكثيرة الحدوث في حياتنا ولذا على الفرد أن يتعلم كيف يتحمل الإحباط وكيف يعيش مع إحباطاته فهو إن لم يتمكن من ذلك فإنه سيواجه بصعوبات كثيرة للتكيف مع متطلبات الحياة، وينظر إلى القدرة على تحمل الإحباط كدليل للنضوج الانفعالي والاجتماعي عادة. إن الاستجابة للموقف الإحباطي تختلف باختلاف الأفراد. فبض الأفراد يتحملون درجة عالية من الإحباط بينما لا يتحمل البعض الآخر أدنى درجات الإحباط. كما أن هذا الفرق يُلحظ عند صغار الأطفال أيضاً. وتفسير هذه الاختلافات لدى علماء النفس يكمن في إرجاع القدرة على تحمل الإحباط إلى أصول التنشئة الاجتماعية في الطفولة الباكرة. فالتربية المتسلطة للطفل
لا تشجعه على تطوير هذه القدرة لأنها تزوده بكل ما يحتاج وتقوم باتخاذ القرارات له. وفي عالم الكبار فإن ما يعتبر إحباطاً يعتمد في كثير من الأحيان على مواقف كبيرة في الحياة فعدم قدرة الفرد على تحقيق أهدافه الكبرى غالباً ما تتميز بإحباطات من النوع الصعب. ولابد من تحديد العراقيل التي تقف دون تحقيق الأهداف التي أدت بدورها إلى الإحباط. هل هي موانع طبيعية أم اجتماعية أم شخصية؟
الإصابة بالإحباط هي الشعور بالحرمان من استمتاع حيوي. إن ضروب الإحباط الوجداني عديدة ويسبب الإحباط اضطرابات عديدة منها الحقد والكبت والعقد والعصاب وغيرها.
* * *


الفشل
قد ينشأ اليقين بالإخفاق من الفشل المتكرر ولهذا الفشل أسباب شتى: عاهات، نقص في التعلم، انعدام التربية... الخ ومع مرور الأيام يبدو انعدام كلي في الثقة بالنفس. وهناك ثمة صور من العصاب تسمى عصاب الإخفاق. وعندئذ فالإخفاق نتيجة العصاب الآلية وتلك هي حالة العديد من الناس الذين يباشرون العمل وهم يشعرون بأنهم مقهورون في حين أن هذا الإحساس لا يرتكز على شيء موضوعي. وهذا الشعور بالإخفاق موجود على وجه الخصوص، لدى المصابين بالشعور بالدونية وعقدة أوديب وعقدة الخصاء فالفرد يبذل قصارى جهده ليتجنب اللوم والنقد. إنه يخشى لا مبالاة الآخرين وعداوتهم قبل كل شيء، ويعتقد بأن الناس يتساهلون معه وأحياناً يعاقب الفرد نفسه ويلومها لكي يخفف من شعوره العميق بالإثم وفي هذه الحالات نجد الإخفاق الاجتماعي والجنسي والمهني والعاطفي... ولكي يفهم الإخفاق فهماً أفضل من الناحية النفسية يشير العلماء إلى دور عقدة أوديب التي أفسدت حياة الكثير من الناس. إنها تسبب التخنث لدى الرجل في الغالب والجبن والخوف وتسبب الرجولة المفرطة لدى المرأة ونجد في آثارها الرئيسية، الحياة الجنسية المحزنة والعجز الجنسي أو الخوف الدائم من اللوم والشعور بالإثم والدونية دون سبب ظاهر وشعور الفرد بأن الناس يتحملون وجوده حيثما حل وشعوره بأنه أعزل في مواجهة الحياة أو العدوانية. المهم أن هذه العقدة تظهر بصورة سوية في فترة الطفولة وينبغي لها أن تزول حتى يتحقق التوازن الكامل لشخصية الفرد.
* * *