حب مفقود وعذاب مستمر ارجو التثبيت

حب مفقود وعذاب مستمر


مذ كنت وإلى الآن لم أعرف سواها


أراها بمثابة إنسان عطوف


حضنني منذ أول يوم نشأت فيه


ذاك الحضن المليء بالعطف والحنان


أراها أيضا بمثابة حديقة كبيرة


كانت لي جميع أرجائها


أتجول فيها حيث رغبت وآثرت


هي موضع الميلاد


ومجمع أوتار الفؤاد


ومضجع الآباء والأجداد


أول هواء حرك المروحتين تحريكا


وأول تراب مس الراحتين مسا


مجرى الصبا وملعبه


ومراد الرزق ومطلبه


وطريق المجد وموكبه


هي صلة بين الأول والآخر


وبين الماضي والحاضر


مستودع المفاخر


وصوان المآثر


وخزانة الدخائر


كيف لا وهي القمر في عيون عشاقها


والحب الذي يحيا به أهلها


وهي حبي المفقود


حب لازلت أبحث عنه


لكني لاأجده إلا في أحلامي


تلك الأحلام التي تحلق بي عاليا في سمائها


فتراني كالفراشة الضعيفة


الباحثة عن رحيق الحب الذي ينعشها


فأأصبحت لا أراها إلا في الليل


في تلك الحلة الساحرة


رحابة الميدان المتلألئة بالأضواء


وجمالية النجوم التي ترصع السماء


هواء هادئ ينتشلني


فيداعب الجناحين الخياليين


فيزيدني تحليقا على تحليق


ألفها من كل مكان كالطائر الحر


يطير ثم يحط حيث شاء


لا سلاسل ولا قيود


أحس بتلك الإبتسامة ترسم على شفتي


فرح عارم يخترق صدري


ما إن أتحسسه جيدا


حتى أستيقظ على صوت المنبه


أين أنا?






أنت في مكانك


فالتحليق لا يدوم طويلا


وعاد الأنين من جديد


يوم بعد يوم بعد يوم






حتى صارت قصة عذاب مستمر