هذه المشاركة مهداة إلى الصديقة الغالية أميرة قسنطية ( حلب الشهباء )

ماستر الإثنين أغسطس 30, 2010 1:24 pm

جولة في ربوع حلب الشهباء ( عاصمة سيف الدولة الحمداني ) ومرتع الشاعر الكبير أبو فراس الحمداني

تقع محافظة حلب في الجزء الشمالي من القطر العربي السوري تبلغ مساحتها 16142 كم2 وعدد سكانها 3283000 نسمة , ترتفع عن سطح البحر 427 م .

وتعتبر عاصمة الشمال وتشكل مركزاً زراعياً وصناعياً وتجارياً هاماً .

حلب مدينة ليست كغيرها من المدن .. يعبق في كل ركن من أركانها شذى التاريخ , حجارتها الشهباء تتنفس عطراً , يأخذك على أجنحة الحلم حيث ترى إرادة الإنسان يطوع الحجر فيعطي البنيان ويشيد القلاع والحصون والمعابد ويقيم صرح الحضارة , فمدينة حلب هي أقدم مدينة ما تزال مأهولة في التاريخ , مدينة يستقبلك أهلها بمحبة عميقة .

قيم خالدة وقيمة تاريخية ثابتة أهلت هذه المدينة لتكون عاصمة عروساً للثقافة الإسلامية ولتكون قبلة لكل الذين أدركوا قيمة هذه المدينة ودورها الحضاري والإنساني في محيطها الجغرافي والتاريخي من العرب والعجم .

تسمية حلب :

بعض المصادر تشير إلى أن ذكرها باسمها الحالي ورد قبل أكثر من /54/ قرناً, والاسم > حلب الشهباء < استند إلى أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان يحلب بقرته شهباء اللون ويتصدق به فيقول الفقراء فرحين حلب ... حلب الشهباء .

معالم حلب الشهباء

قلعة حلب : بنيت القلعة على تل يزيد ارتفاعه عن 60 م من مستوى مدينة حلب .

ولها سور إهليلجي الشكل تتخلله أبراج بعضها مربع الشكل وبعضها دائري ويرتفع السور اثنتي عشر متراً وهو من الجر الضخم والسور والأبراج كلها تعود إلى العصور العربية بدأ من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر الميلادي إلى عصر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي , فلقد حفر حولها الخندق ويشيد في داخلها مسجداً وعدداً من القصور والقاعات

الجامع الأموي الكبير :

كانت المساجد منارة علم وأماكن عبادة ودورها أساسي في حياة الإنسان حيث بلغ عدد المساجد في مدينة حلب ألفي مسجد ولهذا تم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية بعد مكة المكرمة .

ومن أشهر هذه المساجد > العادلية – المولوية – الخسروفية < , وأهمها على الإطلاق الجامع الأموي الكبير أو جامع> النبي زكريا < بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك له أربعة أبواب ومئذنة مربعة الشكل تمثل رائعة من روائع العمارة الإسلامية .

أما المنبر الخشبي فيعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي وهو مزخرف ومرصع بالعاج بني في العام 726 م .

الأسواق والخانات :

في القديم كانوا يضربون المثل بأربعة أشياء إذا ذكرت الخانات والأسواق قالوا خانات وأسواق حلب وإذا ذكرت الجوامع والمآذن قالوا جوامع ومآذن الشام وإذا ذكرت المقاهي قالوا مقاهي بغداد , ومازالت خانات وأسواق حلب تحتفظ بقوة بنائها وجمال زخرفتها ورشاقة هندسيتها الرائعة

وتأتي أهمية حلب التجارية كونها تقع على طريق الحرير الدولي .

ومن أشهر خاناتها خان الحرير وخان الجمرك و خان الوزير وخان الشونة .

وكانت الخانات تقع أكثرها في مناطق الأسواق باعتبارها كانت مخصصة لإقامة المسافرين من التجار القادمين من أوروبا ومن بلدان أخرى ولكل خان باب كبير يغلقه الحارس عند غياب الشمس , أما الأسواق فإنها تمتد لأكثر من عشرة آلاف متر وهي من أطول وأكبر أسواق المدن العربية والإسلامية ويعود أكثرها إلى

القرنين الخامس عشر والسادس عشر وتعتبر بحق متاحف شعبية حية .

وتبلغ قرابة المائة سوق وأشهرها > سوق استانبول < والعطارين والحبال والزرب والصباغ ....

السور والأبواب :

يحيط بالمدينة القديمة سور أثري يعود إلى العهود الإسلامية ويمتاز بأبراجه الدفاعية وأبوابه الكثيرة المحصنة ولا يزال قسم من هذا السور قائماً مع عدد من الأبواب مثل > باب قنسرين – النصر – الحديد – انطاكيه <

الحمامات :

حلب إحدى الحواضر السورية الكبرى التي تميزت بكثرة حماماتها العامة وتعود للفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية ومن أشهرها حمام > الباب الأحمر – يلبغا الناصري – النحاسين – البياضة <

الصناعة والزراعة في حلب الشهباء :

تشتهر حلب بصناعاتها التقليدية المشهورة ومصانعها الحديثة وتشهد مدينة حلب في كل عام تظاهرتين اقتصاديتين , هامتين هما سوق الإنتاج الزراعي والصناعي ومهرجان القطن حيث تلعب دوراً هاماً في إنتاج المحاصيل الزراعية > القطن – القمح – الزيتون < .

إلا أنها تتميز بشكل خاص بزراعة الفستق الحلبي .

الثقافة في حلب :

لحلب ثقافتها الخاصة بها فلها مدرستها العريقة في الفن والطرب الأصيل > القدود الحلبية <

وفرقتها الشعبية للرقص العربي إضافة إلى رقصة السيف والترس والدبكات الشعبية ورقصة السماح ومن مشاهير وأعلام حلب : سيف الدولة الحمداني – نور الدين زنكي – إبراهيم هنانو – سعد الله الجابري .

متفرقات

الطبخ الحلبي :

حلب تعتبر مطبخ بلاد الشام فكما قالوا حلب أم المحاشي والكبب والكباب الحلبي والحلويات العربية .

اللهجة الحلبية :

امتازت اللهجة الحلبية عن غيرها من اللهجات السورية بأنها فريدة من نوعها , ولا يوجد لها مثيل على الإطلاق .

وإليكم بعضاً من المفردات الشائعة :

جنق ... أي صحن

عوجة .... أي مفرق

سكرتون .... خزانة

جمجاية ..... ملعقة سكب

خيت ..... أختي

خاي ...... أخي

أول مرة في حلب

أول بلدية لحلب : أنشئت بلدية حلب عام 1863 ، وكان من أعمالها : تأسيس حي العزيزية عام 1869 ، و حي التلل عام 1892 ، و حديقة السبيل عام 1896، و كان اسمه من قبل سبيل الدراويش ..

أول جريدة : صدرت بحلب عام 1867 باسم غدير الفرات ، و كانت تصدرها ولاية حلب ، ثم خلفتها جريدة الفرات ، و أسسها جودت باشا والي حلب ، و احتجبت عام 1918 ، و أول نقابة للصحفيين بحلب كانت عام 1921 ، و كان رئيسها شكري كنيدر صاحب جريدة التقدم ، و صدرت بعدها جريدة الآمال للسيد صديق صدوق ، و جريدة المرسح الفكاهية ( و هي تحريف لكلمة مسرح ) لصاحبها نجيب كنيدر ، و جريدة سورية الشمالية للسيد أنطوان شعراوي .

أول محام في حلب : هو السيد فتح الله انطاكي المولود سنة 1847 و أنشئت أول محكمة مختصة بالقضايا التجارية بتاريخ 1921 ، و كانت مختلطة من قضاة فرنسيين و سوريين ، و كانت المرافعة أمامها بالفرنسية .

أول دراجة في حلب : شاهدها أهل حلب في عام1902، و كان يقودها موظف عثماني ، و في عام 1904 جلب السيد طوبجيان دراجة ليعلم بواسطتها أبناء الميسورين ، و أول دراجة نارية ( موتوسيكل ) وصلت حلب 1913 من قبل والي حلب نزهت بك هدية لولده أكرم .

أول حاكي ( غرامفون ): جلبه إلى حلب التاجر خجادور شاهين عام 1905 و كان محله في شارع حمام التل .

أول لوكس و هو المصباح الذي يعبأ خزانه بالكاز ) : أول من جلبه السيد زكي ضاهر عام 1905 و وضعه في مقهاه المسمى قهوة الكلداني في شارع القوتلي ، و كان الشبان يسهرون في الصيف تحته حتى الصباح.

أول قطار وصل حلب : عام 1906 و كان يجر بضعة عربات ورائه

أول سيارة : دخلت حلب عام 1909 و ركبها المشير زكي باشا الحلبي المرافق الفخري لإمبراطور ألمانيا ويلهلم ، و زار المذكور بيت والده علي أفندي في حي اقيول ، وأثناء الحرب العالمية الأولى ، ركب السيارة قادة الجيش ، و بعد انتهاء الحرب ركبها جورج عزيزة و كانت من ماركة دودج تركها قائد ألماني و كانت تتوقف في كراج عزيزة في حي باب الفرج .
أول لاسلكي في حلب : عام 1921 نصب الفرنسيون عمودا من الحديد في حي السليمانية ،و بدؤوا الإرسال اللاسلكي ، و لهذا سمي الحي بالتلفون الهوائي .

أول منزل في شارع السبيل : بدئ ببنائه عام 1926 و انتهى بنائه عام 1929 ، و كان ملكا للسيد المحامي فتح الله الصقال و هو مازال قائما جانب مدرسة الفرنسسكان الحالية .

أول هاتف : عام 1926 أنشئت مصلحة الهاتف ، و كان الاتصال بطلب الشخص من عاملة السنترال بالاسم أو برقم بسيط ، و استعمل الهاتف الآلي بالأرقام لأول مرة عام 1950 ، و كان مشتركيه حوالي الأربعة آلاف

أول مرة دخلت الكهرباء حلب : عام 1928 أنشئت خطوط الكهرباء لسير حافلات الترام عليها ، و في سنة 1929 وزعت الطاقة على المنازل و المعامل ، و كانت تسمى ( القوة ) و كان الحلبيون يقولون أجت القوة ، و انقطعت القوة .

أول راديو : جلبه عام 1930 السيد نعيم جنبرت ، و عرضه للبيع في محله الكائن بشارع بارون .

أول فيلم سينما ناطق : عام 1931 عرض في سينما رويال ، و التي تسمى حاليا سينما حلب .

أول مدرسة نقلت ركابها بالباص اوتو كار : عام 1930 و هي مدرسة الأمريكان ، في عهد المتر كارلتون .

أول باص : كان في عام 1937 ،و كان ينقل الأهالي من حي قسطل الحجارين إلى حي الأنصاري بأجرة 10 قروش سورية ( فرنكين)، ذهابا و إيابا ، و كان ملكا خاصا .

أول شركة آلية للغزل و النسيج : تأسست عام 1936 ، وكان مؤسسوها علي خضير و نوري الحكيم و نديم وفائي و الدكتور عبد الرحمن كيالي و ادمون حمصي و محمد و احمد أولاد خليل المدرس و توفيق ميسر و مصطفى شبارق ، و لم يكن يوجد بحلب و حتى عام 1922سوى نولين آليين فقط

أول باصات عامة : استقدمتها شركة الكهرباء عام 1952 ، و كانت تنطلق و تبيت في رحبة فيصل التابعة لشركة الكهرباء ، و الكائنة في بداية شارع فيصل جهة الجميلية .

أول مرة مياه نهر الفرات تصل لحلب : كان عام 1955 ، و استطاع الناس شربها من الحنفيات في بيوتهم ، و كان الناس قبلها يشربون مياه عين التل القائمة في محلة عين التل القريبة من المسلمية .

كلمة أخيرة !!!!!!

حلب مولد التاريخ فلا نكاد نعثر على حضارة قديمة إلا وفي حلب رائحة تدل عليها وغصن أخضر يطل علينا من خلف القرون حتى لتحس بحلب جسداً نابعاً بالحياة مدى الحياة .

جسداً يضرب في أعماق الأزل بعض جذوره ويطلق فروعه نحو الشمس يعانق الأبد في عطاء هو الضوء والألق هو عطاء هذه الأمة الخالدة