دردشة صباية وشباب سوريااليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شركات نقل العفش
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالجمعة يناير 12, 2024 2:45 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث فى المعراج 01009665850
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 5:04 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بالظاهر 01009665850
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 4:56 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بحى الاندلس 01090216656
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 4:46 am من طرف شركة الزهور

» شركة نقل اثاث بطيبة جاردنز و فلورنتا 01009665850
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 2:40 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بنيو جيزة 01009665850
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 2:36 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بالكردى 01090216656
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 2:23 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بطلخا 01009665850
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 2:18 am من طرف شركة الزهور

» شركات نقل الاثاث بمنشية ناصر 01090216656
قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Emptyالخميس مارس 02, 2023 2:14 am من طرف شركة الزهور

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

قصة النبي لوط ( عليه السلام )

اذهب الى الأسفل

قصة النبي لوط ( عليه السلام )  Empty قصة النبي لوط ( عليه السلام )

مُساهمة  ماستر الإثنين أغسطس 30, 2010 11:57 am

لوط عليهِ السلامُ
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ{160} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ{161} سورة الشعراء.

وقعَ في حياةِ إبراهيمُ عليهِ السلامُ منَ الأنوارِ العظيمةِ ووقعَ للوطِ عليهِ السلامُ فعندما نزلا بأرضِ فلسطينَ، ضاقتْ بالأنعامِ والأغنامِ بقعةُ الأرضِ تلكَ، فالمالُ كثيرُ والخيرُ وفيرٌ، فنزحَ لوطٌ عنْ محلةِ عملهِ إبراهيمُ عليهِ السلامُ، واستقرَ بهِ المقامُ بمدينةِ سدوم وهي مدينةٌ قديمةٌ في فلسطينَ على شاطئِ البحر الميتِ، وكانَ أهلها أصحابَ أخلاقٌ فاسدةٍ، ولا يتناهونَ عنْ منكرٍ فعلوهُ، وكانوا منْ أفجرِ الناسِ، وأسوأهمْ سيرةً، وأخبثهمْ سريرةً يقطعونَ الطريقَ ويخونونَ الصديقَ ورفيقَ دربهمْ ويتربصونَ بكلِ قادمٍ أو آتٍ فيجتمعونَ عليهِ منْ كلِ حدٍ وصوبٍ ويسلبونهُ ما حملَ، لا يردهمُ عنْ ذلكَ ضميرٌ ولا يصدهمْ حياءٌ، فهمْ لا يستمعونَ لنصيحةِ أحدٍ، ولا يصغونَ لكلمةِ حقٍ، فابتدعوا فاحشةً لمْ يسبقهمُ إليها أحدٌ، وتعاطوا محرماً ما كانَ يدورُ بخلدِ أي أحدٍ، إنهمْ كانوا يأتونَ الذكرانَ شهوةً دونَ النساءِ، فدعاهمْ لوطُ عليهِ السلامُ إلى عبادةِ اله وحدهُ لا شريكَ لهُ، ونهاهمْ عنْ تعاطي هذهِ المحرماتُ، والفواحشَ والمنكراتِ فتمادوا في ضلالهمُ، وطغيانهم، واستمروا في فجورهمْ، فأحلَ الله بهمْ منَ البأسِ الذي لا يردُ ما لم يكنْ في حسبانهمْ ولهذا ذكرَ الله تعالى قصتهمُ في أكثرِ منْ موضعٍ في القرآنِ الكريمِ.

حيثُ قالَ الله تعالى في كتابهِ العزيزِ.

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ{80} إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{81} وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ{82} فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ{83} وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ{84} سورة الأعراف.

وفي سورة هود قالَ الله عزَّ وجلَّ:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ{77} وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ{78} قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ{79} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ{80} قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ{81} فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ{82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ{83}.

وأيضاً قولهُ تعالى:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ{32} لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ{33} مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ{34} فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{35} فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ{36} وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ{37} سورة الذاريات.

وأخيراً قولهُ تعالى:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ{33} إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ{34} نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ{35} وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ{36} وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ{37} وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ{38} فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ{39} سورة القمر.

غضبُ لوط عليهِ السلامُ


لوطٌ عليه السلام لما دعاهمُ إلى عبادةِ الله وحدهُ لا شريكَ لهُ ونهاهمُ عنْ تعاطي ما ذكرَ الله عنهمْ منَ الفواحشِ، لمْ يتركوا الذي نهوا عنهُ، بلْ استمروا على حالهمْ، وهموا بطردِ لوطٍ عليهِ السلامُ منْ بينهمْ، ولقدْ جعلوا غايةَ المدحِ ذماً يقتضي الإخراجَ منَ الديارِ، وما حملهمْ على مقالتهمْ، هذهِ إلا العنادِ واللجاجِ أي التمادي في الخصومةِ، فطهرهُ الله وأهلهُ إلا امرأتهُ كانتَ منَ الغابرينَ أيَ منَ المهلكينَ في العذابِ.

ولمْ يكتفوا أنهمْ لمْ يؤمنوا بلْ قالوا: ائتنا بعذابِ الله إنْ كنتَ منَ الصادقينَ.

عندئذٍ دعا عليهمْ لوطٌ عليهِ السلامُ فغارَ الله لغيرتهِ، وغضبَ عليهمْ واستجابَ لدعوتهِ، وبعثَ رسلهُ الكرامُ، وملائكتهِ العظامُ فمروا على إبراهيمَ عليهِ السلامُ، وبشروهُ بإسحاقَ نبياً واخبروهُ بما أرسلوهُ لهُ منَ الأمرِ الجسيمِ، وأنهمْ قادمونَ إلى القومِ المجرمينَ، ليرسلوا عليهمْ حجارةً منْ طينٍ متحجرٍ مطبوخٍ بالنارِ وهو السجيلُ، سجلَ على كلِ حجرٍ اسمَ صاحبهِ الذي يهلكَ بهِ.



الملكان بصورة البشر


وعندما أكملوا طريقهمْ إلى سدومَ وصلوها في صورةِ شبانٍ حسانٍ وهمْ جبريلُ عليهِ السلامُ وميكائيلُ وإسرافيلُ عليهما السلامُ، وذلكَ اختبارً منَ الله عزَّ وجلَّ لقومِ لوطٍ ولإقامةِ الحجةُ عليهمْ.

فتضيفوا لوطاً عليهِ السلامُ، وذلكَ عندَ غروبِ الشمسِ فخشي إنْ لم يضيفهمْ أنْ يضيفهمْ غيرهُ، فاستحيا منهمْ، وانطلقَ أمامهمْ وجعلَ يعرضُ لهمْ في الكلامِ، لعلهمْ ينصرفونَ عنْ هذهِ القريةِ وينزلونَ في غيرها.

فقالَ لهمْ فيما قالَ: والله يا هؤلاءٍ ما أعلمُ على وجهِ الأرضِ أهلٌ أخبثَ منْ هؤلاءِ، ثمَّ مشى قليلاً، ثمَّ أعادَ ذلكَ عليهمْ، حتى كررهُ أربعَ مراتٍ وكانوا قدْ أمروا أنْ لا يهلكوا القومَ حتى يشهدَ عليهمْ نبيهمْ بذلكَ، وروى السدي أنْ الملائكةَ عندما أتوا أرضَ سدومَ في صورةِ شبانٍ حسانٍ، وفيما همْ يهمونَ بدخولِ هذهِ القريةِ عرضتْ لهمْ جاريةٌ تسقي الماءَ لأهلها، فسألوها أنْ تضيفهمْ، فأشفقتْ منْ قومها عليهمْ، واستضعفتْ نفسها عنْ حمايتها وأرادتْ أنْ تستنجدَ بأبيها في الدفاعِ عنهمْ.


استضافةَ لوط لهما


فأمهلتهمْ حتى تذهبَ إليهِ فتستشيرهُ في أمرهمْ، واتتْ أباها، فقالتْ: يا أبتاهُ أرادكَ فتيانِ على بابِ المدينةِ، ما رأيتُ وجوهَ قومٍ قطَ أصبحَ منْ وجوههمْ، وأخافُ أنْ يعلمَ بأمرهمْ قومكَ فيفضحونهمْ. وكانَ والدُ الجاريةِ هو لوطُ عليهِ السلامُ، الذي دهشَ لهذهِ المفاجأةِ واقبلَ على ابنتهِ يسألها عنْ أمرهمْ ويستزيدها الحديثَ في شأنهمْ، ويستلهمهما خيرَ السبلِ، وأفضلَ الطرقِ، ولقدْ ترددَ في السعي لاستقبالهمْ، وحارَ في قبولِ ضيافتهمْ، وحدثتهُ نفسهُ أنْ يبعثَ لهمْ بعذرهِ، أو يظهرهمْ على أمرهِ، فيكفوا مدافعتهِ لقومهِ ويتركوهُ وشأنهُ، ويرحلوا عنْ سدومَ كلها، ولكنَ الشهامةَ والمروءةَ دفعاهُ، فاستخفَ بتلكَ العقباتِ، وخرجَ إليهمْ خفيةً وهو ينأى عنْ عيونِ القومِ، ويحاولُ أنْ يصلَ إلى ضيوفهِ قبلَ أنْ يعترضوا طريقهُ ويصدوهُ عنْ سبيلهُ، فقدْ حالوا بينهُ وبينَ العالمينَ وأمروهُ ألا يستضيفَ أحداً ونهوهُ أنْ يأوي في منزلهِ طارقاً، وكانتْ بهمْ وقدْ حسبوهُ داءً وبيلاً، فخافوا انتشارهُ وهذا حالُ النادرِ والشاذِ، في كلِ زمانٍ ومكانٍ.


إفشاء زوجة لوط بالأمر


فالقومُ كلهمْ خبيثونَ ولا يوجدُ طيبٌ إلا لوطٍ عليهِ السلامُ، تسللَ لوطٌ خفيةً وسارَ حتى التقى بالملائكةِ وهو لا يعرفهمْ فاستقبلهمْ بمودةٍ، ودعاهمُ إلى مصاحبتهِ، وتقدمهمْ نحو بيتهِ، ولكنْ الوسواسَ جاشتْ في نفسهِ، فضاقَ ذرعاً مخافةً أنْ يعلمَ قومهُ بمجيئهمْ، ويقفوا على دخيلةَ أمرهمْ، فيهبوا إليهِ مسرعينَ، وهو ليسَ في منعةً منهمْ، لكنهُ طردَ تلكَ الوساوسَ والأوهامَ، عندما جالَ بخاطرهِ إنْ تركهمْ سيأخذهمْ القومُ لا محالةَ في ضيافتهم، وأي ضيافةٍ.

وقررَ أنْ يكملَ طريقهُ إلى منزلهِ مبالغاً في كتمانِ أمرهمْ، ومتستراً مخافةَ أنْ يتسربَ الخبرُ إلى القومِ الكافرينَ، وكانتْ امرأتهُ تسايرُ القومَ في طريقهمْ، فأذاعتْ خبرَ ضيوفهِ، وسرعانَ ما أقبلوا إليهِ يهرعونَ، وجاءوهُ مستبشرينَ، وفزعَ لوطٌ حينَ رأى القومَ قدْ اجتمعوا، يريدونَ الفاحشةَ، ويرغبونَ في المنكرِ، فناشدهمْ تقوى الله، ودعاهمْ إلى سترِ مخازيهمْ، ولكنهمْ كفرةٌ وسفهاءٌ، لذلكَ لم يستمعوا إلى نصحهِ فأغلقَ البابَ دونهمْ، وحالَ بينهمْ وبينَ ما يريدونَ.

ولكنَ القومَ أصابهمْ مسٌ أي جنونٌ في عقولهم، فتدافعوا وراءَ المنكراتِ، ولما رأى لوطٌ عليهِ السلامُ أنهمْ لم يطيعوا أمرهُ ولمْ يستمعوا لدعوتهِ، وأرشدهمُ إلى نسائهم، وطلبَ منهمْ أنْ يجتنبوا هذهِ العاداتِ السيئةِ ويحذروا عاقبةَ هذهِ القبائحَ المنكرةِ ولكنهمْ لمْ ينتهوا ولمْ يرتدعوا، بلْ ازدادوا تمسكاً بما جاؤوا بهِ وتعلقاً ما شغفتْ نفوسهمُ الدنيئةُ، فقالوا يا لوط، لقدْ علمتَ ما لنا في بناتكَ منْ حقٍ، وليسَ لنا في النساءِ من حاجةٍ أو رغبةٍ وإنكَ لتعلمُ ما نريدُ.

فضاقتْ بهِ السبلَ، أي بلوطٍ عليهِ السلامُ، وسدتْ أمامهُ أبوابَ الأملِ، فأخذهُ منَ الكربِ والشدةِ ما جعلهُ يتلهفُ على نجاةِ ضيوفهِ والسعي إلى خلاصهمْ منْ قومهِ.

فقالَ لهم: لو أنْ لي بكمْ قوةٌ لاستطعتُ أنْ أمنعَ عدوانكمْ وآمنُ شركم.


الملائكة تدافع عن لوط


وأقفُ في وجهكمْ ولو كنتُ في منعةً وعزةٍ لقومتْ معوجكمْ، وهديتكمْ إلى الصراطِ المستقيمِ بقوةٍ، ولكنهمْ قد أعمتْ قلوبهمْ الضلالةُ، فلمْ يحيدوا عنْ طريقِ الشرِ، فحزنَ لوطٌ عليهِ السلامُ، وتملكتهُ ثورةُ الغضبِ، حينَ يئسَ منْ ردهمْ، ونالهُ الإعياءُ والتعبُ منْ صدهمْ.

ورآهمُ قدْ اقتحموا منزلهُ وقهروهُ، وهجموا على ضيوفهِ، وأرادوا أن يفضحوهمْ وهو لا يدخرُ جهداً ولا يقوى على محاربتهمْ، لكنَّ الملائكةَ دافعوا عنْ لوطٍ عليهِ السلامُ وعنْ أنفسهمْ، فعندما رأى الملائكةُ ما هو فيهِ منَ الوجدِ والحزنِ، ردوا لهفتهُ، وقالوا: يا لوطُ، إنا رسلُ ربكَ جئنا لإنقاذكَ، ودفعَ العدوانِ عنكَ، فلنْ يصلْ هؤلاءِ الكفرةُ إليكَ ولنْ يقتربوا منا، وإنهمْ لمنهزمونَ وهنا تنفسَ لوطٌ عليهِ السلامُ الصعداءَ، فقدْ كشفَ الله لهُ الغمةَ.
رحيل لوطٍ بدون زوجته


وأحاطهُ بعنايتهُ وأحاطهُ بنصرهِ فأمرتهُ الملائكةُ أنْ يسري هو وأهلهُ بآخرِ الليلِ ويتركوا هذهِ القريةِ الظالمُ أهلها، حيثُ أنَّ الله سبحانهُ وتعالى أذنَ أنْ ينزلَ بها العذابُ ويحلَ بها العقابُ.

ثمَّ نهوهُ أنْ يصطحبَ معهُ امرأتهُ لأنها منَ القومِ الهالكينَ، جزاءَ نفاقها، وخيانتها لزوجها نبي الله.

فخرجَ لوطٌ وأهله، وفارقَ تلكَ القريةِ غيرَ آسفٍ عليها، حتى إذا صارَ بعيداً عنها جاءها أمرُ الله ونزلَ بها عذابهُ، وزلزتْ الأرضُ فصارَ عاليها سافلها، ثمَّ غشيتْ بمطرٍ منْ سجيلٍ فأصبحتْ ديارهمْ بلقعاً وبيوتهمْ خاويةً بما ظلموا وكفروا وطغوا.

عاليها سافلها


قالوا: اقتلعهنَ جبريلُ عليهِ السلامُ بطرفَ جناحهِ، منْ قرارهنْ، وكنَ سبعَ مدن بمنْ فيهنَ منَ الأممِ، فرفعَ الجميعُ حتى بلغَ عنانَ السماءِ.

وسمعتْ الملائكةُ أصواتَ ديكتهمْ ونباحَ كلابهمْ ثمَّ قلبها عليهم، فجعلَ عاليها سافلها.

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


{وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} (سورة الذاريات37).

أي تركناها عبرةً وعظةً لمنْ خافَ عذابَ الآخرةِ، وخشيَ الرحمنَ بالغيبِ وخافَ مقامَ ربهِ، ونهى النفسَ عنِ الهوى وخافَ أنْ يشابهُ قومَ لوطٍ.
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ


{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ{174} الشعراء.
صدق الله العظيم
* * * * *
ماستر
ماستر
الكاتب المميز
الكاتب المميز

عدد المساهمات : 193
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
العمر : 40
الموقع : حلب - سوريا

http://memo.201039@hotmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى